فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال الزجاج في قراءة نافع: لوجاز هذا لجاز {عَسِي} بالكسر.
قال الجوهريّ: ويقال عَسَيت أن أفعل ذلك. وعَسِيت بالكسر.
وقرىء {فَهَلْ عَسِيتُم} بالكسر.
قلت: ويدل قوله هذا على أنهما لغتان.
وقد مضى القول فيه في (البقرة) مستوفى.
{أولئك الذين لَعَنَهُمُ الله} أي طردهم وأبعدهم من رحمته.
{فَأَصَمَّهُمْ} عن الحق.
{وأعمى أَبْصَارَهُمْ} أي قلوبهم عن الخير.
فأتبع الأخبارَ بأن مَن فعل ذلك حقّت عليه لعنته. وسلبه الأنتفاع بسمعه وبصره حتى لا ينقاد للحق وإن سمعه؛ فجعله كالبهيمة التي لا تعقل.
وقال: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} ثم قال: {أولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ} فرجع من الخطاب إلى الغيبة على عادة العرب في ذلك.
الثانية قوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن} أي يتفهمونه فيعلمون ما أعدّ الله للذين لم يتولوا عن الإسلام.
{أَمْ على قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} أي بل على قلوب أقفال أقفلها الله عز وجل عليهم فهم لا يعقلون.
وهذا يردّ على القدرية والإمامية مذهبهم.
وفي حديث مرفوع أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إن عليها أقفالًا كأقفال الحديد حتى يكون الله يفتحها» وأصل القَفْل اليُبْس والصلابة.
ويقال لما يبس من الشجر: القَفْل.
والقفيل مثله.
والقَفِيل أيضًا نبت.
والقفِيل: الصوت.
قال الراجز:
لما أتاك يابسًا قِرْشَبًا ** قمت إليه بالقفِيل ضربا

كيف قَرَيْتَ شَيْخَك الأَزَبّا

القِرْشَبُّ (بكسر القاف) المسِنّ؛ عن الأصمعي.
وأقفله الصوم أي أيبسه؛ قاله القشيريّ والجوهريّ.
فالأقفال هاهنا إشارة إلى ارتتاج القلب وخلوّه عن الإيمان.
أي لا يدخل قلوبهم الإيمان ولا يخرج منها الكفر؛ لأن الله تعالى طبع على قلوبهم وقال: {عَلَى قُلُوبٍ} لأنه لوقال على قلوبهم لم يدخل قلب غيرهم في هذه الجملة.
والمراد أم على قلوب هؤلاء وقلوب من كانوا بهذه الصفة أقفالها.
الثالثة في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرَّحِم فقالت هذا مَقام العائذ من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلكِ وأقطع من قطعكِ قالت بلى قال فذاكِ لكِ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرءوا إن شئتم {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوليْتُم أَن تُفْسِدُواْ فِي الأرض وتقطعوا أَرْحَامَكُمْ أولئك الذين لَعَنَهُمُ الله فَأَصَمَّهُمْ وأعمى أَبْصَارَهُمْ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن أَمْ على قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}». وظاهر الآية أنها خطاب لجميع الكفار.
وقال قتادة وغيره: معنى الآية فلعلكم. أو يخاف عليكم. إن أعرضتم عن الإيمان أن تعودوا إلى الفساد في الأرض لسفك الدماء.
قال قتادة: كيف رأيتم القوم حين تَولوا عن كتاب الله تعالى! ألم يسفكوا الدماء الحرام ويقطعوا الأرحام وعصَوُا الرحمن.
فالرحِم على هذا رَحِم دين الإسلام والإيمان. التي قد سماها الله إخوة بقوله تعالى: {إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
وعلى قول الفرّاء أن الآية نزلت في بني هاشم وبني أمية؛ والمراد من أضمر منهم نفاقًا؛ فأشار بقطع الرحِم إلى ما كان بينهم وبين النبيّ صلى الله عليه وسلم من القرابة بتكذيبهم النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وذلك يوجب القتال.
وبالجملة فالرحم على وجهين: عامة وخاصة؛ فالعامة رحِم الدين. ويجب مواصلتها بملازمة الإيمان والمحبة لأهله ونصرتهم. والنصيحة وترك مضارتهم والعدل بينهم. والنَّصَفة في معاملتهم والقيام بحقوقهم الواجبة؛ كتمريض المرضى وحقوق الموتى مِن غسلهم والصلاة عليهم ودفنهم. وغير ذلك من (الحقوق) المترتبة لهم.
وأما الرحم الخاصة وهي رحم القرابة من طرفي الرجل أبيه وأمه. فتجب لهم الحقوق الخاصة وزيادة؛ كالنفقة وتفقد أحوالهم. وترك التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم؛ وتتأكد في حقهم حقوق الرحم العامة. حتى إذا تزاحمت الحقوق بدىء بالأقرب فالأقرب.
وقال بعض أهل العلم: إن الرحم التي تجب صلتها هي كل رَحِم مَحْرَم. وعليه فلا تجب في بني الأعمام وبني الأخوال.
وقيل: بل هذا في كل رحم ممن ينطلق عليه ذلك من ذوي الأرحام في المواريث. مَحْرَمًا كان أو غير محرم.
فيخرج من هذا أن رحم الأم التي لا يتوارث بها لا تجب صلتهم ولا يحرم قطعهم.
وهذا ليس بصحيح. والصواب أن كل ما يشمله ويعمه الرحم تجب صلته على كل حال. قربةً ودينية؛ على ما ذكرناه أولا والله أعلم.
وقد روى أبوداود الطيالسي في مسنده قال: حدثنا شعبة قال أخبرني محمد بن عبد الجبار قال سمعت محمد بن كعب القُرَظِي يحدّث عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن للرحم لسانًا يوم القيامة تحت العرش يقول يا رب قُطعتُ يا رب ظُلمت يا رب أُسِيء إليّ فيجيبها ربُّها ألا تَرْضَيْن أن أصل مَن وصلكِ وأقطع مَن قطعكِ» وفي صحيح مسلم عن جُبير بن مُطْعِم عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة قاطع» قال ابن أبي عمر قال سفيان: يعني قاطع رحِم.
ورواه البخاري.
الرابعة قوله عليه السلام: «إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم» خلق بمعنى اخترع وأصله التقدير؛ كما تقدّم.
والخلق هنا بمعنى المخلوق.
ومنه قوله تعالى: {هذا خَلْقُ الله} [لقمان: 11] أي مخلوقه.
ومعنى «فرغ منهم» كمل خلقهم.
لا أنه اشتغل بهم ثم فرغ من شغله بهم؛ إذ ليس فعله بمباشرة ولا منأولة. ولا خَلْقُه بالة ولا محأولة؛ تعالى عن ذلك.
وقوله: «قامت الرّحم فقالت» يحمل على أحد وجهين: أحدهما أن يكون الله تعالى أقام من يتكلم عن الرحم من الملائكة فيقول ذلك. وكأنه وكل بهذه العبادة من يناضل عنها ويكتب ثواب من وصلها ووزر مَن قطعها؛ كما وكل الله بسائر الأعمال كرامًا كاتبين. وبمشاهدة أوقات الصلوات ملائكة متعاقبين.
وثانيهما أن ذلك على جهة التقدير والتمثيل المفهم للإعياء وشدّة الاعتناء.
فكأنه قال: لوكانت الرحم ممن يعقل ويتكلم لقالت هذا الكلام؛ كما قال تعالى: {لَوأَنزَلْنَا هذا القرآن على جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ الله ثم قال وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر: 21].
وقوله: «فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة» مقصود هذا الكلام الإخبار بتأكّد أمر صلة الرحم. وأن الله سبحانه قد أنزلها بمنزلة من استجار به فأجاره. وأدخله في ذمته وخُفارته.
وإذا كان كذلك فجار الله غير مخذو ل وعهده غير منقوض.
ولذلك قال مخاطبًا للرَّحِم: «أمَا تَرْضَيْن أن أصل مَن وصلكِ وأقطع مَن قطعكِ».
وهذا كما قال عليه السلام: «ومن صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه بذمته بشيء يدركه ثم يَكُبّه في النار على وجهه». اهـ.

.قال الألوسي:

{فَهَلْ عَسَيْتُمْ}.
خطَاب لأولئك الذين في قلوبهم مرض بطريق الالتفات لتأكيد التوبيخ وتشديد التقريع. وهل للاستفهام والأصل فيه أن يدخل الخبر للسؤال عن مضمونه والأنشاء الموضوع له عسى ما دل عليه بالخبر أي فهل يتوقع منكم وينتظر {إِن تَوليْتُم} أمور الناس وتأمرتم عليهم فهو من الولاية والمفعول به محذوف وروى ذلك عن محمد بن كعب وأبي العالية والكلبي {أَن تُفْسِدُواْ في الأرض وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ} تناحرًا على الولاية وتكالبًا على جيفة الدنيا والمتوقع كل من يقف على حالهم إلا الله عز وجل إذ لا يصح من سبحانه ذلك والاستفهام أيضًا بالنسبة إلى غيره جل وعلا فالمعنى إنكم لما عهد منكم من الأحوال الدالة على الحرص على الدنيا حيث أمرتم بالجهاد الذي هو وسيلة إلى ثواب الله تعالى العظيم فكرهتموه وظهر عليكم ما ظهر أحقاء بأن يقول لكم كل من ذاقكم وعرف حالكم يا هؤلاء ما ترون هل يتوقع منكم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض الخ.
وفسر بعضهم التو لي بالإعراض عن الإسلام فالفعل لازم أي فهل عسيتم إن أعرضتم عن الإسلام أن ترجعوا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية من الإفساد في الأرض بالتغأو ر والتناهب وقطع الأرحام بمقاتلة بعض الأقارب بعضًا وواد البنات. وتعقب بأن الواقع في حيز الشرط في مثل هذا المقام لابد أن تكون محذوريته باعتبار ما يتبعه من المفاسد لا باعتبار ذاته ولا ريب في أن الإعراض عن الإسلام رأس كل شر وفساد فحقه أن يجعل عمدة في التوبيخ لا وسيلة للتوبيخ بما دونه من المفاسد. ويؤيد الأول قراءة بعض {وليْتُم} مبنيًا للمفعول وكذا قراءته عليه الصلاة والسلام على ما ذكر في (البحر) وروريت عن علي كرم الله تعالى وجهه ورويس ويعقوب {تَوليْتُم} بالبناء للمفعول أيضًا بناء على أن المعنى تولاكم الناس واجتمعوا على مو لاتكم. والمراد كنتم فيهم حكامًا. وقيل: المعنى تولاكم ولاة غشمة خرجتم معهم ومشيتم تحت لوائهم وأفسدتم بإفسادهم واستظهر أبو حيان تفسيره بالإعراض إلا أنه قال: المعنى إن أعرضتم عن امتثال أمر الله تعالى في القتال أن تفسدوا في الأرض بعدم معونة أهل الإسلام على أعدائهم وتقطعوا أرحامكم لأن من أرحامكم كثيرًا من المسلمين فإذا لم تعينوهم قطعتم ما بينكم وبينهم من الرحم.
وتعقب بأن حمل الإفساد على الإفساد بعدم المعونة فيه خفاء. وكذا الإتيان بأن عليه دون إذا من حيث أن الاعراض عن امتثال أمر الله تعالى في القتال كالمحقق من أولئك المنافقين فتأمل. و{أَن تُفْسِدُواْ} خبر عسى و{إِن تَوليْتُم} اعتراض. وجواب أن محذوف يدل عليه ما قبله. وزعم بعضهم أن الأظهر جعل {إِن تَوليْتُم} حالًا مقدرة. وفيه أن الشرط بدون الجواب لم يعهد وقوعه حالًا في غير أن الوصلية وهي لا تفارق الواو. والحاق الضمائر بعسى كما في سائر الأفعال المتصرفة لغة أهل الحجاز. وبنوتميم لا يلحقونها به ويلتزمون دخوله على أن والفعل فيقولون الزيدان عسى أن يقوما والزيدون عسى أن يقوموا. وذكر الإمام هاتين اللغتين ثم قال: وأما قول من قال: عسى أنت تقوم وعسى أنا أقوم فدون ما ذكرنا للتطويل الذي فيه فإن كان مقصوده حكاية لغة ثالثة هي انفصال الضمير فنحن لا نعلم أحدًا من نقله اللسان العربي ذكرها وإن كان غير ذلك فليس فيه كثير جدوى.
وقرأ نافع {عَسَيْتُمْ} بكسر السين المهملة. وهو غريب.
وقرأ أبو عمرو في رواية. وسلام. ويعقوب. وأبان. وعصمة: {تقطعوا} بالتخفيف مضارع قطع. والحسن {تقطعوا} بفتح التاء والقاف وشد الطاء وأصله تتقطعوا بتاءين حذفت إحداهما ونصبوا {وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ} على إسقاط الحرف أي في أرحامكم لأن تقطع لازم.
{أولئك} إشارة إلى المخاطبين بطريق الالتفات إيذانًا بأن ذكر هناتهم أوجب إسقاطهم عن درجة الخطاب ولوعلى جهة التوبيخ وحكاية أقوالهم الفظيعة لغيرهم. وهو مبتدأ خبره قوله تعالى: {الذين عَبْدُ الله} أي أبعدهم من رحمته عز وجل {فَأَصَمَّهُمْ} عن استماع الحق لتصامهم عنه لسوء اختيارهم {وأعمى أبصارهم} لتعاميهم عما يشاهدونه من الآيات المنصوبة في الأنفس والافاق وجاء التركيب {فَأَصَمَّهُمْ} ولم يأت فأصم اذانهم كما جاء {وأعمى أبصارهم} أو وأعماهم كما جاء فأصمهم. قيل: لأن الأذن لوأصيبت بقطع أوقلع لسمع الكلام فلم يحتج إلى ذكر الأذن والبصر وهو العين لوأصيب لامتنع الأبصار فالعين لها مدخل في الرؤية والأذن لا مدخل لها في السمع انتهى وهو كما ترى.
وقال الخفاجي: لأنه إذا ذكر الصمم لم يبق حاجة إلى ذكر الاذان. وأما العمى فلشيوعه في البصر والبصيرة حتى قيل: إنه حقيقة فيهما وهو ظاهر ما في (القاموس) فإذا كان المراد أحدهما حسن تقييده.
وقيل في وجه ذلك بناء على كون العمى حقيقة فيما كان في البصر إن نحوأعمى الله أبصارهم بحسب الظاهر من باب أبصرته بعيني وهو يقال في مقام يحتاج إلى التأكيد. ولما كان أولئك الذين حكى حالهم في أمر الجهاد غير ظاهر إعماؤهم ظهور إصمامهم وكيف وفي الآيات السابقة ما يؤذن بعدم انتفاعهم بالمسموع من القرآن وهو من آثار إصمامهم وليس فيها ما يؤذن بعدم انتفاعهم بالآيات المرئية المنصوبة في الأنفس والافاق الذي هو من آثار إعمائهم ناسب أن يسلك في كل من الجملتين ما سلك مع ما في سلوكه في الأخير من رعاية الفواصل وهو أدق مما قبل. هذا والأرحام جمع رحم بفتح الراء وكسر الحاء وهي على ما في (القاموس) القرابة أوأصلها وأسبابها. وقال الراغب: الرحم رحم المرأة أي بيت منبت ولدها ووعاؤه ومنه استعير الرحم للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة. ويقال للأقارب ذو ورحم كما يقال لهم أرحام. وقد صرح ابن الأثير بأن ذا الرحم يقع على كل من يجمع بينك وبينه نسب ويطلق في الفرائض على الأقارب من جهة النساء؛ والمذكور في كتبها تفسيره بكل قريب ليس بذي سهم ولا عصبة وعدوا من ذلك أولاد الأخوات لأبوين أولأب وعمات الآباء وظاهر كلام الأئمة في قوله عليه الصلاة والسلام «من ملك ذا رحم محرم فهو حر» دخول الأبوين والولد في ذي الرحم لغة حيث أجمعوا على أنهم يعتقون على من ملكهم لهذا الخبر وإن اختلفوا في عتق غيرهم. وصرح ابن حجر الهيثمي في (الزواجر) بأن الأولاد من الأرحام وظاهر عطف الأقربين على الوالدين في الآية يقتضي عدم دخولهما في الأقارب فلا يدخلون في الأرحام لأنهم كما قالوا الأقارب. وكلام فقهائنا نص في عدم دخول الوالدين والولد في ذلك حيث قالوا: إذا أوصى لأقاربه أولذوي قرأبته أولأرحامهم فهي للأقرب فالأقرب من كل ذي رحم محرم ولا يدخل الوالدان والولد. وأما الجد وو لد الولد فنقل أبو السعود عن العلامة قاسم عن البدائع أن الصحيح عدم دخولهما. واختاره في الاختيار وعلله بأن القريب من يتقرب إلى غيره بواسطة غيه وتكون الجزئية بينهما منعدمة. وفي (شرح الحموي) أن دخولهما هو الأصح.